مسلم حنيف - مكتبة آل محمد

مكتبة آل محمد. تصحيح المفاهيم الخاطئة وتجديد الفكر الديني، وقراءة في جميع الكتب.

آخر المواضيع

الأربعاء، 1 يوليو 2020

حكم السمك الطافي الذي يموت في الماء

حكم السمك الطافي الذي يموت في الماء حتف انفه : 


اختلف العلماء في حكم السمك الطافي الذي يموت في الماء حتف انفه إلى مذاهب :


المذهب الأول : انه مكروه : وهو قول عامة الحنفية والحسن بن حي ، وهو مروي عن سيدنا الإمام علي رضي الله عنه ، وهو مروي عن ابن عباس رضي الله عنه وسعيد بن المسيب ، والحجة لهم ، حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ظاهر هذا اللفظ يدل على حضر أكله ، وما رواه أبو الزبير عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ( ما القى البحر أو جزر عنه فكلوه وما مات وطفا فلا تأكلوه ) ، وما رواه عبد الباقي بن قانع عن جابر ابن عبد الله انه قال : ( ما صدتموه وهو حي فمات فكلوه وما القى البحر ميتاً طافياً فلا تأكلوه ) ، فالطافي من السمك ما مات حتف انفه في الماء من غير سبب حادث ، وهذا القول هو الذي رجحه الجصاص بعد عرضه لآراء الفقهاء حيث فكرهه أصحابنا ، وروي عن جابر بن زيد وعطاء وسعيد بن المسيب والحسن وابن سيرين وابراهيم .
وذهب بعض الامامية إلى أن السمك إذا طفا على وجه الماء بسبب ابتلاعه ما يسمى بالزهر أو عض حيوان له أو غير ذلك مما يوجب عجزه عن السباحة فان اخذ حياً صار ذكياً وحل اكله وان مات قبل ذلك حرم ، وخالف من الحنفية المذهب صاحب الاختيار حيث لم يعده نجساً ، واستدل بقوله ( هو الطهور ماؤه الحِل مَيَتَتهُ ) .


المذهب الثاني : لا بأس به : قاله مالك والشافعي وهو مروي عن السلف في اباحة اكل الطافي كابي بكر الصديق رضي الله عنه وأبي ايوب وعطاء وابن عباس واحمد ، وحجتهم ما رواه جابر في قصة جيش الخبط واباحة النبي اكل الحوت الذي القاه البحر ، لكن اجيب عنه انه هذا ليس بطاف وإنما الطافي ما مات حتف انفه في الماء من غير سبب حادث .

المذهب الثالث : كله حلال : وهو مذهب ابن حزم الظاهري ، لان ما يسكن جوف الماء ولا يعيش إلا فيه فهو حلال كله كيفما وجد سواء اخذ حياً ثم مات أو مات في الماء طفا أو لم يطف أو قتله حيوان بحري أو بري هو كله حلال حلال اكله ، حيث لم يفرق بين أنواع الحيوانات ساكنة البحر فكلها عنده سواء كخنزير الماء وانسان الماء وكلب الماء وغير ذلك حلال اكله عنده ، قتل ذلك وثني أو مسلم أو كتابي أو لم يقتله احد ، واستدل ابن حزم بقوله تعالى وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا ، وبقوله تعالى أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ، فعم تعالى ولم يخص شيئاً من شيء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من نحن

authorمكتبة آل محمد
المزيد عني →

التسميات

كتب (290) مقالات (24)

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *