في معنى من هم أولي الأمر :
اختلف أهل العلم في تأويل اولي الامر إلى مذاهب :
المذهب الأول : اولو الفقه والعلم : وهذا مروي عن جابر بن عبد الله وابن عباس في رواية وهو قول مجاهد بانهم اولو الفقه ، ومروي عن ابي نجيح ، وعن عطاء قوله الفقهاء والعلماء ، ومنهم من يقول هم أهل الشورى لقوله تعالى وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ(1) ، وبعبارة اخرى نواب ، ومجلس علم من الامم الاسلامية(2) .
المذهب الثاني : انهم الامراء : وهو رواية ثابتة عن ابن عباس وابي هريرة وسعيد بن جبير وهو مذهب الجصاص ، والمراد بالامراء امراء المسلمين في عهد الرسول ويتدرج فيهم الخلفاء والقضاة وامراء السرية امر الناس بطاعتهم بعدما امرهم بالعدل واحتج الجصاص لمذهبه بما رواه الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن ابيه قال : ( قام رسول الله بالحيف من منى فقال نضر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها ثم اداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه الى من هو افقه منه ثلاث لا يضل عليهن قلب مؤمن اخلاص العمل لله تعالى وقال بعضهم وطاعة ذوي الامر وقال بعضهم والنصيحة لاولي الامر ولزوم جماعة المسلمين فان دعوتهم تحيط من
ولائهم )(3) ، فقال الاظهر من هذا الحديث انه اراد باولي الامر الامراء(4) .
المذهب الثالث : هم اصحاب محمد ، يروى عن مجاهد(5) .
المذهب الرابع : هم ابو بكر وعمر رضي الله عنهم مروي عن عكرمة(6) .
اولى الاقوال في ذلك هم الامراء والولاة لصحة الاخبار عن رسول الله بالامر بطاعة الأئمة والولاة فيما كان طاعة وللمسلمين مصلحة .
(1) سورة الشورى ، الآية : 38 .
(2) الجصاص : 2/210 ، تفسير الطبري ، ط1 ، 1/178 والجواهر في تفسير القرآن الكريم المشتمل على عجائب بدائع المكونات وغرائب الايات الباهرات للشيخ طنطاوي جوهر ، ط2، 1350 ، 1/58 .
(3) رواه الالباني في صحيح الجامع برقم 2/6766 .
(4) الجصاص : 2/210 ، وتفسير الطبري : 5/177 ، وتفسير البيضاوي المسمى انوار التنزيل واسرار التأويل ، ناصر الدين ابي سعيد عبد الله ابي عمر محمد الشيرازي البيضاوي ، 1416هـ -1996م بيروت ، لبنان ، 2/205 .
(5) المصدر السابق .
(6) الجصاص ، 2/210 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق