في معنى #الصلاة_الوسطى
ذهب #الفقهاء في معنى #الصلاة الوسطى مذاهب :
المذهب الأول : أنها الظهر : وهذا مروي عن زيد بن ثابت واسامة بن زيد ، وروي أيضا عن أبي سعيد الخدري ، وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهم باختلاف عنهم ، وهو مروي عن عبد الله بن شداد ، وهو محكى عن أبي حنيفة ، استدلوا بما ورد عن زيد بن ثابت بإسناد صحيح قال ( كان رسول الله يصلي الظهر بالهاجرة والناس في قائلتهم واسواقهم ولم يكن يصلي وراء رسول الله إلا الصف والصفان ، فقال رسول الله ( لينتهين اقوام أو لاحرقن بيوتهم ) ، وفي بعض ألفاظ الحديث كانت اثقل الصلوات على الصحابة فانزل الله سبحانه حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى ، قال زيد بن ثابت وإنما سماها وسطى لان قبلها صلاتين وبعدها صلاتين ، واجاب ابن حزم على هذا الاستدلال ، بان ليس في هذا بيان جلي بأنها الظهر .
المذهب الثاني : أنها الصبح : في رواية عن ابن عباس وابن عمر ، وهو مروي عن جابر وهو مذهب الشافعي ، ورواه مالك عن علي كرم الله وجهه ، واستدلوا بقوله تعالى حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ، قال الشافعي وسياق الآية يدل على أنها الصبح لان الله تعالى قال ( وقوموا لله قانتين ) فذكر القنوت فيها ولا قنوت إلا في الصبح ، واستدلوا أيضا بما روي عن ابن عباس رضي الله عنه ( انه صلى الصبح وقنت فيها وقال هذه هي الصلاة التي امرنا الله أن نقوم فيها
قانتين ) .
واحتجوا أيضا بالمعقول حيث أنها تصلى في سواد من الليل وبياض من النهار وهو مروي عن جملة من أصحاب النبي وهو قول طاووس وعطاء ومجاهد وعكرمة وهو قول مالك .
المذهب الثالث : أنها المغرب : وهو قول قبيصة بن ذؤيب ، وهو مروي عن بعض صحابة النبي وهو مذهب سعيد بن المسيب وروي عن بعض العلماء انه قال هي العتمة ، واحتج من قال بأنها المغرب ، بان أول الصلوات فرض الظهر فهي الأولى وبذلك سميت الأولى ، وبعدها العصر صلاتان للنهار فالمغرب هي الوسطى ، وبان بعض الفقهاء لم يجعل لها إلا وقتاً واحداً ، وقد اجاب ابن حزم بقوله بان هذا لاحجة فيه لأنها خمس ابداً بالعدد من حيث شئت فالثالثة الوسطى ومن جعل لها وقتاً واحداً فقد اخطأ ، وقد صح النص بان لها وقتين كسائر الصلوات .
المذهب الرابع : أنها العصر : وهذا مذهب جمهور العلماء ، وهو قول أبي هريرة وأبي ايوب وأبي سعيد الخدري ، وهي الرواية الثانية عن علي ، وحكاه الطحاوي عن أبي حنيفة ، وهو مذهب الظاهرية ، وهو مروي عن ابن عمر وابن عباس ، وهو مذهب الجصاص ، وذكر العلامة ابن عابدين أن العصر هي الوسطى وهذا على المذهب وهو منقول عن ائمتنا الثلاثة ، وقال الترمذي إنه قول أكثر العلماء من أصحاب النبي وغيرهم ، وقد علل ابن عابدين سبب تسميتها بالوسطى لأنها بين صلاتين من صلاة الليل وصلاتين من صلاة النهار ، وقد روي عن عائشة وحفصة وأم كلثوم رضي الله عنهم أن في مصحفهن ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر ) ، واستدلوا بما روى عاصم عن ذر عن علي قال : ( قاتلنا الاحزاب فشغلونا عن صلاة العصر حتى كادت الشمس أن تغيب فقال النبي اللهم املا قلوب الذين شغلونا عن الصلاة الوسطى نارا ، قال علي كنا نرى أنها صلاة الفجر) .
وإنما سميت صلاة العصر وسطى لأنها بين صلاتين من صلاة النهار وصلاتين من صلاة الليل وقيل أن أول الصلوات وجوباً كانت الفجر واخرها العشاء الأخر فكانت العصر هي الوسطى في الوجوب ، وهي وسطى الصلوات المكتوبات ، وقد استدل ابن حزم على أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر بحديث علي رضي الله عنه يوم الاحزاب انه قال في الحديث الذي يرويه عبيدة السلماني عن علي قال : قال رسول الله يوم الاحزاب : ( شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى آبت الشمس ملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً ) ، وقد ساق ابن حزم روايات عديدة يستدل بها على أن الوسطى هي العصر ، نورد منها حديث عائشة رضي الله عنها الذي يرويه حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه كان في مصحف عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين ) ، وهذا هو الذي اختاره .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق